إن أهم ما يؤرق المهتمين بالمدرسة هو ما تشهده من تراجعات في مستويات المتعلمين، وعدم تمكنهم من التعلمات الأساس ما يشكل انعكاسات جد سلبية على المنظومة، ففشل المتعلم من فشل التعليم، ولذلك تم تكثيف الجهود، لكل هذه المعضلة، ومن هنا جاءت رغبتنا في طرح هذا الموضوع: تعريف الفشل الدراسي وأسبابه.
تعريف الفشل الدراسي:
يمكن تعريف الفشل الدراسي، بأنه عدم مقدرة المتعلم على تجاوز الصعوبات، التي تواجهه أثناء التحصيل الدراسي، ومجموعة من التعثرات التي يعاني منها، والتي تجعبه غير ناجح، وتساهم في توقف مساره الدراسي، مما يجعل علاقته بالمدرسة متوترة، ومبنية على التنافر وعدم الانسجام.
وبطبيعة الحال هذا الفشل لا يأتي بشكل اعتباطي، ولكن له مسبباته، وهذا ما سنقف عنده في هذا المحور الذي سنقف عنده على أهم أسباب الفشل الدراسي.
أسباب الفشل الدراسي:
هناك مجموعة من العوامل التي تسبب في هذا الفشل الدراسي، منها ما هو نفسي وما هو متعلق بالشق الاجتماعي والشق الاقتصادي.
أسباب نفسية:
إن هذا السبب مرده إلى معاناة المتعلم مع قلة الثقة بالنفس، مما يجعله يصدر لنفسه مجموعة من الكلمات المحبطة، التي تؤثر على نفسيته، وبالتالي يشعر المتعلم بأنه لن يصبح باستطاعته أن يتقدم أكثر، وأن لا حل سوى أن يخضع للأمر الذي يراه واقعا.
ولا يمكن إغفال عدم تشجيع المتعلم من طرف أولياء أمره، ومن طرف مدرسيه، وتقوية جوانب الإبداع في شخصيته، وتحفيزه على إبراز مواهبه، مع ضرورة توفر المؤسسة على الفضاءات الخاصة بذلك.
أسباب اجتماعية:
إن هذا العامل يعد أساسيا جدا في الفشل الدراسي، ذلك أن معظم المتعلمين الذين يعانون من هذا المشكل، لديهم مشاكل عائلية إما بسبب انفصال الوالدين، أو الصراعات التي تنشب بينهما بشكل يومي.
مما يجعل المتعلم يتأثر بتلك المعيقات، فيفقد القدرة على مواكبة تعلماته، مما يجعله متعثرا وهذا الأخير يدفعه إلى فقدان الثقة بالنفس، المؤدية إلى الفشل.
بالإضافة إلى هذا السبب يمكن اعتبار أن ما قد يواجهه المتعلم من تفضيل للآخر عليه، سواء كان هذا الآخر أحد إخوته أو زميله في الدراسة، يشعره بأنه شخص غير مرغوب فيه
وأنه ليس شخصا متميزا، ولن يكون كذلك هذا الشعور بالإهمال، وعدم الهتمام يقود المتعلم إلى اكتساب سلوكات عدوانية، بالإضافة إلى اكتسابه لخصال غير حميدة مثل الغيرة والحسد…
أسباب اقتصادية:
لا يمكن اعتبار هذا السبب رئيسيا إلى إذا كان المتعلم يعيش في بيئة تتطلب منه القدرة المالية، فمثلا عدم قدرة أسرته، على أن توفر له الوسائل الحديثة للتدريس، التي يحتاجها في إنجاز بعض الواجبات التي تتطلب ذلك
أو تواجده في منطقة بعيدة عن المدرسة، وعدم تمكن أسرته من الانتقال إلى العيش بالقرب من موقع المدرسة.
وعدم قدرتهم على توفير ثمن النقل المدرسي، أو شراء المقررات الدراسية له، فيشعر المتعلم بالنقص والحاجة، ويلمس حجم التفاوتات بينه وبين زملائه، مما يصعب عليه اكتساب التعلمات، وبالتالي تصبح لديه الرغبة في أن يترك مقاعد الدراسة، عوض أن يستمر في الشعور بالإحراج.
نرجوا أن نكون قد استطعنا من خلال مضوعنا تعريف الفشل الدراسي وأسبابه أن نمكنكم من التعرف على أهم هذه الأسباب لمحاولة أخذها بعين الاعتبار أثناء تعاملكم مع المتعلمين والمتعلمات.